فى رحلته تلك أصر أن يستبقى تفاصيله المفرحة
ويثبت تصاويرها فى الذاكرة
فقرر أن
يعيد مشاهده الأولى
واشترى تذكرتين
وهو الوحيد
وصعد الى ذات القطار الذى ذبلت ألوانه
والمرابض هناك
عند بدء الرصيف القديم
والليل ينتصف
منصتا لدقات ثقيلة حيث الساعة العتيقة تخفى عمرها بهالات التراب
وكما اعتاد
بدأ يمارس أشيائه المألوفة فاشترى جريدة ثم طواها
وسار بمحاذاة الرصيف
حيث تمتد العربات كدودة طويلة وفى العربة الثانية حيث صعد مرارا
أمسك بفتحة الباب
قافزا فدخل
المقاعد الخشبية ذاتها تتجاور
وفى المنتصف ضوء لمبة يئن يفسح الطريق لإقدامه المتثاقلة
مسح زجاج نظارته
وعاين ذات الوجوه
التى اعتادها
والى جوار نافذة تطل على فضاء المحطة
جلس محدثا قليلا من صخب وهو يفرد صحيفته المطوية
ويحاول أن يفك
شفرات العبارات الملتصقة
بضوء قليل
واشترى زجاجة كولا
من المرأة التى تظهر أسنانها المتساقطة
وهى تردد اعلانها
فى وجوه الراكبين المتعبة
صوت القطار يصاعد إذ تلامس عجلاته تلك القضبان الصدئة التى تتمدد فى استرخاء وتعزف الريح أغانيها من بوابة نصف مغلقة
ونوافذ مشرعة على حقول تنام
وحكايات تتوالد من مقعد فى الخلف
ينظر للبيوت التى تستطيل
على امتداد الطريق
حيث تشحب أضواءها الخارجية
وبكاء صامت ينسل من أعمدة النور بينما المحصل يدق بقلمه
ويعلم أوراق السفر
متأبطا حافظته
فى صمت يليق بهيبته
يتململ فى الطرف شاب
ويبحث داخل جلبابه
ثم يخرج تذكرة مخبأة باهتمام
يقل الصدى
ويستكين القطار
فى محطة تالية
يكاد رصيفها يلاصق شباكى
وصمت يحل
عيون ترقب العائدين الى منازلهم
حاملين حكايات نهارهم
وحقائب بلاستيكية ممزقة
وأفكار عن دفء امرأة حلت شعرها
وربما بعضا مما يبهج صغارهم
يبحث الصاعدون عن موضع للجلوس يرد التحية لعابر يمر
ثم يواصل تعداد
أعمدة التلغراف
إذ تنتصب عند مطلع الحقول
ويبادل جاره ضحكه
منشرحا ثم يشكر له دعوته أن يشاركه رغيف الخبز
الذى انتفخ بما تيسر
يتنهد إذ يحتضن مسرات مضت ويصافح
هواءا مقتحما
يطيح بجريدته
وهو يسير مغادرا
ويثبت تصاويرها فى الذاكرة
فقرر أن
يعيد مشاهده الأولى
واشترى تذكرتين
وهو الوحيد
وصعد الى ذات القطار الذى ذبلت ألوانه
والمرابض هناك
عند بدء الرصيف القديم
والليل ينتصف
منصتا لدقات ثقيلة حيث الساعة العتيقة تخفى عمرها بهالات التراب
وكما اعتاد
بدأ يمارس أشيائه المألوفة فاشترى جريدة ثم طواها
وسار بمحاذاة الرصيف
حيث تمتد العربات كدودة طويلة وفى العربة الثانية حيث صعد مرارا
أمسك بفتحة الباب
قافزا فدخل
المقاعد الخشبية ذاتها تتجاور
وفى المنتصف ضوء لمبة يئن يفسح الطريق لإقدامه المتثاقلة
مسح زجاج نظارته
وعاين ذات الوجوه
التى اعتادها
والى جوار نافذة تطل على فضاء المحطة
جلس محدثا قليلا من صخب وهو يفرد صحيفته المطوية
ويحاول أن يفك
شفرات العبارات الملتصقة
بضوء قليل
واشترى زجاجة كولا
من المرأة التى تظهر أسنانها المتساقطة
وهى تردد اعلانها
فى وجوه الراكبين المتعبة
صوت القطار يصاعد إذ تلامس عجلاته تلك القضبان الصدئة التى تتمدد فى استرخاء وتعزف الريح أغانيها من بوابة نصف مغلقة
ونوافذ مشرعة على حقول تنام
وحكايات تتوالد من مقعد فى الخلف
ينظر للبيوت التى تستطيل
على امتداد الطريق
حيث تشحب أضواءها الخارجية
وبكاء صامت ينسل من أعمدة النور بينما المحصل يدق بقلمه
ويعلم أوراق السفر
متأبطا حافظته
فى صمت يليق بهيبته
يتململ فى الطرف شاب
ويبحث داخل جلبابه
ثم يخرج تذكرة مخبأة باهتمام
يقل الصدى
ويستكين القطار
فى محطة تالية
يكاد رصيفها يلاصق شباكى
وصمت يحل
عيون ترقب العائدين الى منازلهم
حاملين حكايات نهارهم
وحقائب بلاستيكية ممزقة
وأفكار عن دفء امرأة حلت شعرها
وربما بعضا مما يبهج صغارهم
يبحث الصاعدون عن موضع للجلوس يرد التحية لعابر يمر
ثم يواصل تعداد
أعمدة التلغراف
إذ تنتصب عند مطلع الحقول
ويبادل جاره ضحكه
منشرحا ثم يشكر له دعوته أن يشاركه رغيف الخبز
الذى انتفخ بما تيسر
يتنهد إذ يحتضن مسرات مضت ويصافح
هواءا مقتحما
يطيح بجريدته
وهو يسير مغادرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق