27‏/6‏/2009

ذات مساء قد نلتقى

" وهل يعود يومنا الذى مضى من رحلة الزمان "
لازال ماحدث يبدو كأسطورة عصية على التصديق
حين أتذكر تفاصيل المشهد القصير المنفلت
فيتخللنى حزن عميق
بينما صوت عبد الوهاب ينساب شجيا
" ياورد ياأحمر قوللى قوللى .. دا مين جرحك "
فأسرح وأعيد تكرار السؤال داخلى
كيف عاد حضورها فجأة من الزمان البعيد
عندما كانت تنظر لى من خلف زجاج نظارتها السوداء
كيف لم أثبت ملامحها فأدركها ..كيف تلاشت صورتها من داخلى
وكنت أظنها حضورا لايغيب
كيف تناسيتها .. وهى تختلس النظر مرات
كيف أصبحت لا أدركها
آه .. كم كانت مصرة على تذكيرى وكنت غائبا
و فى النهاية و عيونها تتبع حركتى الأخيرة
حينها أدركتها ..ولكن لم أصدق أسطورة حضورها
إذ تنبعث من عمق أيامى الماضيات
حينها تمنيت لو طال بى الوقت قليلا
فقط لأسأل عن أحوالها
و لأقول لها كلمات قلائل أحجمت يوما عن قولها
و مازلت الآن أذكرها جيدا
ولتعرف أنه بعدها غادرتنى التواريخ الفرحة
فصارت الوجوه مكررة
آه لو أننى استوقفتها قليلا
ناديت عليها وهى تبتعد بينما تلاحقنى نظراتها
معاتبة .. حائرة .. ومودعة
لماذا لم أتبعها
أستوقفها .. أنادى على اسمها .....
ثم أسمعها ماكنت ذات مساء
أريد أن تعرفه
ولكننى أبدا لم أقله
كيف غابت تفاصيلها .. فنسيتها
وكنت أظنها علامتى الكبرى
كلماتى اليك مازالت تدوى داخلى فأحجم
بينما كانت الساعة الجامعية اتذكرها جيدا
وكأنها تؤذن برحيل ممتد
فى ذلك الغروب الأخير
ونحن متجاورين نتهادى الى ساحة الخروج
ثم لحنا رقيقا يطل من شفتيك العصفورتين
وكأنه أنشودة وداع
" ليه خلتنى احبك "
عشت زمان لاأقدر على الإستماع اليه ثانية
حتى .. حتى ارتكبت خطيئتى
ونسيت
فصار ذكرى بعيدة
تراودنى كأنما الحلم لم يبرحنى دوما
وكأنما اليوم الذى مضى
ولا يعود من رحلة الزمان البرىء
لماذا تعودين الآن !
ها قد جرحت جدارعقلانيتى
و تدينين ترددى وصمتى
هاأنت تعودين كما الطيف
هادئة كما عرفتك ...جميله كما رأيتك اول مره
متأنيه فى اختيار الوانها
لكننا .. لكننا لسنا فى الزمان القديم
ولسنا نردد سويا قصيدتنا
" تخيرى انت المكان أى مقهى داخل كالسيف فى البحر "
فتضحكين وتحتضنك عيونى
كيف لم أدركك
تعودين بينما أنا وسط دائرة الإعتياد
فتطلقين مدارات تمردى من جديد
لكنك تنفلتين ثانية
و تغادريننى تماما ككل أمنياتى القديمة
كسنوات لم تترك فى الروح سوى آناتها
فقط وددت لو أننى
مددت يدى كصديق و سلمت عليك
واحتفظت بيديك الطيبتين قليلا
ثم تمنيت لك مساءا جميلا
وشرفات تملؤها الزهور التى تحبينها
ووحدى أعرف ألوانها
ها أنا تعيديننى الى الزمان البعيد
وخلفنا الغروب والأشجار الخضراء العالية
بينما صوتك هادئا عذبا مودعا
اللقاء غدا حبيبى ....
او قد نلتقى مره ذات مساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق